من نحن ؟ | معرض الصور | الاقتراحات | التواصل معنا
Loading ... please Wait
مشاهدة Image
- -مُخالفة أحكام الشريعة
المقالات > > مُخالفة أحكام الشريعة
عدد المشاهدات : 0
تاريخ الاضافة : 2021/08/05
المؤلف : أبو عبدالرحمن الصومالي


[مُخالفة أحكام الشريعة]
بسم الله والحمد لله..
إن المُسلمُ الذي يُواجهُ قوى الجاهلية، ليس لهُ سندٌ يركنُ إليه إلا الله ، فعليه أن يلجأ إلى الله، ويسعى في إرضائه، ولا يكُونُ ذلك إلا بتعظيم شرع الله، والصبر على الطاعات، واجتناب المُحرّمات. فإن استهان بالشريعة، وأرضى البشر بسُخط الله، فهو في طريق الهزيمة والخُسران.
إنَّ الواجبات الدينية لا تجُوزُ الاستهانة بها، وإنَّها لا تسقُطُ أبدًا عن القادرين بأدائها، وإنَّها من تحقيق التّوحيد. فإنّك ترى في القرآن أنَّ الله تعالى يقُول لرسُوله صلى الله عليه وسلم: ﴿كلَّا لا تُطعهُ واسجُدْ واقتربْ﴾، يقُولُ لهُ ذلك وهو مُهدَّدٌ بالقتل، إذا سجد بين أظهُرهم.
وترى أنَّ اللهُ تعالى يصفُ المُؤمنين بالانقياد له، وطاعة أوامره، وهم في ديار الكُفر، جاء ذلك في السور المكية، مثل قوله تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ﴾ (المؤمنون: 1-4).
وجاء في الصحيح أنَّ أبا بكر رضي الله عنه اتخذ مسجدا في فناء داره، وأنَّ نساء المُشركين وأطفالهم كانُوا يأتُون إليه، ويتعجبُون من صلاته.
وجاء في السيرة أنَّ الصحابة كانُوا يُصلُّون جماعة في شعاب مكّة. وأنَّهم لما تقوّوا بإسلام حمزة وعمر رضي الله عنهما، طافُوا بالكعبة، وجلسُوا حلقا في المجلس. فلم يكن عند الصحابة نظرية تقُولُ بتحريم إظهار شعائر الدين في ديار الكُفر.
فتركُ المسلم لأمر وجب عليه، وهو يقدرُ على فعله، ليس من سُنن الأنبياء والصدِّيقين، وإنما هو من وحيِ الهزيمة الرُّوحية، واستجابة لهمزات الشياطين. وإذا كان لبعض الدُعاة عُذرٌ في الاختفاء وعدم الظهُور، فلا يصحُّ تعميم ذلك، واتِّخاذ الاختفاء منهجًا يلتزمُ به الجميع.
إن الله تعالى قد بيّن في كتابه الحالات التي للمؤمن فيها أن يخالف بعض الشريعة، وأن يقع في المحظور.
كحالة الإكراه ﴿إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ﴾ (النحل:106)،
وحالة التَّقية، ﴿إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً﴾ (آل عمران:28)،
وحالة الاضطرار ﴿فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾ (البقرة: 173). وإذا كانت هناك حالة أخرى يجوز للمسلم فيها الخروج عن الشريعة أو عن بعضها لبيّنها الله تعالى.
إذا عرفت ذلك، فاعلم أنّ إخفاء التحرُّكات والاجتماعات، وعدد المُستجيبين، وغير ذلك مما يهمُّ أعداء الدعوة، فليس في إخفائه، واستعمال السرِّية فيه نزاع، ويُدركُ كُلُّ مسلم عاقل أهمية ذلك في أزمان الضُعف.
إنّ أمُورَ الدعوةِ مُترابطة، وكُلُّ مرحلةٍ تُسلِّمُ إلى الّتي تليها، فإذا صدقَ الداعية في الدعوة -ولو في سرِّية- ينشأ عن ذلك انكشافُ أمرِ الدعوة وأمرِ التجمُّع الإسلامي، وتحوُّل الأمرِ من السرِّية إلى الجهريّة. ثُمّ إذا صدقَ الداعية في الدعوة الجهريّةِ، فإنَّ النّاس يستجيبُون، فتزدادُ المعارضات، وتقُومُ المعركة الفكرية والإعلاميّة، الّتي لا يجدُ الدُعاة مفرًّا من خوضها.
(النقطة الخامسة >> الطبقة الرابعة>> الخطة الربانية لمسيرة الحركة الإسلامية)



اخبر صديق

Kenana Soft For Web Devoloping